خيالنا وتصوراتنا على الأغلب أجمل من الواقع، لكن حين تلتقي هذه التصورات الجميلة بالواقع الجاف نقع في صدمة التقبل والتأقلم و استجواب الذات.
كثيراً ما يسأل الشخص نفسه في تلك اللحظات “كيف كنت بهذه الدرجة من السذاجة حتى بنيت لنفسي قصوراً في الهواء؟”… “كيف توقعت أن تكون حياتي رائعة بعد قبولي للعمل الذي طالما حلمت به، والآن تبدو حياتي مرهقة وجافة؟”… “كيف توقعت أنّني بعد زواجي وإنجاب أطفالي ستكون حياتي مكتملة، والآن كل ما أشعر به هو الحنين للحياة التي بدت لي آنذاك ناقصة؟”… “كيف كنت مغرماً لحد الجنون والاكتئاب والانتحار بتلك المرأة التي فضّلت الزواج من آخر، والآن بعد مرور عشر سنوات حين أراها في الشارع لا أرى فيها ذكراً لما كنت أراه سابقا فيها؟!”…
أفكارنا وتخيلاتنا وتوقعاتنا تستعمل آليات دفاعية نفسية تجعلنا ننكر ونتجاهل ونكبت أجزاءً كبيرة من الواقع. أحياناً نحن نرفض أن نرى الواقع ونستعمل نسخة “مُجمّلة” عنه. هذا ليس أمراً يمكننا دائماً إدراكه و منع حصوله، وسنستمر كثيراً في الوقوع ضحايا عدم قدرتنا على رؤية الواقع الذي يفرض نفسه بوضوح أمامنا. لكن، ما يعزينا أننا مع النضوج والتقدم في العمر سوف نفقد قدرة الكذب على أنفسنا.
بسمة سعد
أخصائية نفسية
للمزيد من مقالات علم النفس إقرأوا باقي مواضيع المدونة وتابعوني في صفحة الفيسبوك.
مناقشة
لا توجد تعليقات حتى الآن.