اقتباس ترجمته من رواية “الأضواء في بيوت الاخرين” (Le luci nelle case degli altri)
: للكاتبه الايطاليه كيارا جامبرالي (Chiara Gamberale):
” الرواية تحكي قصة “ماندوريلا” طفلة توفيت امها في حادث وتركتها بعهدة اصدقائها الذين هم مجموعة عائلات تسكن بناية. في رسالة كتبتها الام لحظة ولادة ماندوريلا (قرأوها العائلات في تأبين الأم) قالت ان والد ماندوريلا هو احد الرجال من هذه البناية دون ان تذكر من هو. ماندوريلا سكنت فترة لدى كل عائلة في هذه البناية لتكبر داخل منظومة علاقات انسانية مركبة ومؤثرة. السؤال الذي لم يفارق احد هو “من هو والد ماندوريلا؟”.
ماندوريلا لم تعلم في النهاية من كان والدها وقررت ان تعيش دون أن تعلم… لانها تتيقن ان لها بدل الأب 5 آباء وبدل العائلة 5 عائلات، ولها منهم كل الحب والاهتمام.
في نهاية الرواية يوجد فصل تعود فيه الكاتبة لتقص من هو الاب الحقيقي. الأب لا يكون أي رجل من رجال البناية لأن أم ماندوريلا كانت مجرد صديقة معهم جميعا ولم تكن بعلاقة حميمة مع أي واحد فيهم. الأب هو رجل أحبته ام ماندوريلا جدا، لكنه كان مدمن مخدرات وتوفي قبل ان تولد ماندوريلا. أم ماندوريلا كذبت، وبكذبتها التي لا شك تسببت بها بألم ومشاكل لابنتها واهل البناية، فتحت لهم المجال لكي يعطوا ابنتها ما لم تكن ستعطيه اياه اي دار أيتام.
الرواية مشوقة ليس فقط في احداثها، بل بالوصف الرائع للشخصيات… فلكل بيت من بيوت البناية قصته الخاصة والمشوقة. بالاضافة الى ذلك الاهتمام والحب الذي اخذته ماندوريلا من كل الرجال في البناية كان رائعا. كل واحد فيهم أحبها وعطف عليها كإبنته، بالرغم من أنه كان متأكدا انها ليست ابنته. وكل امرأة أحبتها كإبنتها وتحملت مسؤوليتها بالرغم من الشك الموجود بأنها ثمرة خيانة زوجها مع ام ماندوريلا.
احببت الرواية لأنها تظهر جمال العطف والأخلاق والمسؤولية التي يعبر عنها البالغين أمام أي طفل، دون النظر الى قصته او هويته.
” في هذه الفقرة ظهرت الام المتوفاة لماندوريلا في حلم…
“الوالدين يبذلون ما بوسعهم ماندوريلا: جميعهم، حتى عندما يبدو أن العكس تماما هو الصحيح. المشكلة هي أنهم حين يصبحون أمهاتاً واباءاً، فإنها لا يتوقفون عن كونهم بشراً أيضا. هذا هو السبب في انهم أيضاً يخطئون ، منهم من يخطئ أكثر من غيره ولكن جميعهم يخطئون. عاجلا أم آجلا، يجب أن يغفر لهم. وهل تعرفين ما هي المغفرة الوحيدة الممكنة؟”
ما هي، أمي؟
“المغفرة الوحيدة التي يمكننا أن نعطيها لأمهاتنا وابائنا هي أن نحررهم قليلاً في مرحلةٍ ما. أن نستمر في حبهم إذا كنا نعتقد أنهم يستحقون ذلك. لكن في المقابل أن نكف عن ربط نجاحنا وسعادتنا ومستقبلنا بهم. اذا لم نفعل ذلك، فاننا فقط نعطي نفسنا حجة مقنعة كي لا نفعل شيئاً مع هذا المستقبل. أليس كذلك؟”
أمي…
“عزيزتي، فكري: عندما غضبت من عائلاتك، ماذا كنت تطلبين؟”
الحرية بأن أكون صديقة “بالومو”.
“اذا كان كذلك، على ما يبدو انك طلبت بأن يعطوكي حرية ارتكاب الأخطاء”.
صحيح …
“جيد اذاً. اذا كان المطلوب من الوالدين اعطاء أولادهم حرية ارتكاب الأخطاء، فعلى الأولاد أيضاً الى حدٍ ما أن يعطوا والديهم نفس الحرية. ألا تعتقدين ذلك عزيزتي؟”
ولكن كيف نفعل ذلك أمي؟ كيف نفعل ذلك؟
“حين نتوقف عن انتظار والدينا بأن يتغيروا، ونقرر أن نتغير بأنفسنا. هل تفهمين ما أقوله حبيبتي؟”
اقتباس #1 مترجم من كتاب “الأضواء في بيوت الاخرين” للكاتبه كيارا جامبرالي
so niiice word ^__^ ❤
إعجابإعجاب