لمتابعة المقالات الجديدة في علم النفس، الأدب والفن، تابعوني في الفيسبوك على صفحة الصحة النفسية وصفحة Basma’s psychology and art.
في عصر الكثرة والكثافة الذي يتميز برفوف ممتلئة في السوبرماركت من الأطعمة الحلوة والمغرية، أصبح تناول الطعام أكثر وأكثر وسيلة للمتعة وتخفيف التوتر والضغط النفسي. يلجأ الكبار والصغار لتناول الطعام للشعور بالعزاء والراحة، خصوصا في أوقات التوتر والضغط النفسي.
في السنوات الأخيرة فقد الطعام مكانته كمتطلب هام للبقاء على قيد الحياة وكوسيلة للتواصل العائلي حول طاولة الطعام. أصبح الطعام للتسلية والامتلاء، ووسيلة لسد النقص العاطفي والشعور بالأمان والعزاء.
الأطفال هم أكثر المتضررين من التغيير العالمي في ثقافة الطعام، ومن المتوقع أنه للاسف أطفال الاجيال الحالية -للمرة الأولى في التاريخ- سوف تفارق الحياة قبل من أنجبوهم.
يأكل معظم الأطفال حاليا بدون وعي أو انتباه، ربما أمام الشاشات أو الألعاب الالكترونية، ويفقدون التواصل مع حواسهم التي تنبههم للأحاسيس الجسدية وتشعرهم بالمتعة الحقيقية والشبع. لهذا من الضروري إعادة الانتباه واليقظة للأطفال ومساعدتهم بالتواصل مجددا مع أحاسيسهم الجسدية في لحظات الأكل. من أفضل التقنيات لاعادة اليقظة والوعي للحظة الراهنة هي المايندفولنس (Mindfulness)، وهذا التمرين يستعمل هذه التقنيات لتعليم الطفل الوعي لطعامه ولحواسه.
تمرين للأكل اليقظ
يمكن استخدام هذا التمرين بشكل فردي أو جماعي في الصف. بعد اعطاء الطفل قطعة من الطعام ، أخبر الطفل ألا يأكلها على الفور والتظاهر بأنه يكتشف غرض فضائي من كوكب مختلف لأول مرة.
المثال المستخدم هنا هو قطعة حلوى الشوكولاتة المغلفة بورق الألمنيوم، على الرغم من أنه يمكن استخدام الزبيب كبديل صحي أكثر.
اقرأ النص التالي للطفل / الأطفال بصوت هادئ وبطيء بعد إعطاء قطعة الطعام ، وقم بنفسك بالخطوات التي تقترحها على الطفل أثناء قراءة النص:
“انتبه إلى الشيء الذي في يدك. لا تأكله حتى أسمح بذلك. تظاهر أنك لم تر شيء مثله أبدًا سابقاً. امسك الغرض ولاحظ كيف يبدو بين أصابعك. ربما تشعر بأنه خشن أو ناعم أو طري أو صلب. لاحظ ما إذا كان يلمع في بعض الأماكن. لاحظ ما هو لونه.
قم بفك غلافه ببطء ، وانتبه إذا سمعت أي صوت أثناء فكه.
انظر إليه مرة أخرى. انتبه إلى لونه الآن. هل هو ناعم أم خشن؟
الآن ارفع قطعة الطعام إلى أنفك وخذ نفسًا عميقًا. هل للغرض اي رائحة؟ افعل ذلك مرة أخرى ، واستنشق نفسًا عميقًا ولاحظ الرائحة.
الآن ضع الغرض على لسانك ، لكن لا تعضه بعد. لاحظ ما يحصل للغرض وهو موجود في فمك وعلى لسانك. انتبه للطعم في فمك. الآن امضغ ببطء. بعد ان ابتعلته لاحظ أي طعم ترك على لسانك “.
بعد الانتهاء اسأل الطفل عن رأيه في التمرين. اسأل أيضا عما لاحظ حين أكل الشوكولاتة ، وإذا كانت هذه الطريقة مختلفة عن الطريقة التي يأكلون بها عادة. تكلم عن أن الحواس الخمس قد استخدمت في هذا التمرين وراجع هذه الحواس. تحدث عن تجربة هذه الطريقة في الأكل في اللقمة الأولى من كل وجبة، وشجع الطفل على القيام بالتمرين مع أصدقاءه أو أفراد عائلته.
يمكن استعمال هذا التمرين لتطوير تناول الطعام اليقظ، ويمكن استعماله أيضا كوسيلة لتهدئة الطفل وعلاج القلق في لحظات يشعر بها بضائقة كبيرة.
بسمة سعد
أخصائية نفسية علاجية
مصدرالتمرين:
Gimpel, G. A., & Holland, M. L. (2003). The Guilford practical intervention in the schools series.Emotional and behavioral problems of young children: Effective interventions in the preschool and kindergarten years. The Guilford Press.
مناقشة
لا توجد تعليقات حتى الآن.