أنت تقرأ...
انا وولدي

طفلي بحاجة لعلاج عاطفي/نمائي في الطفولة المبكرة- لماذا وماذا يعني هذا؟

لمتابعة المقالات الجديدة في علم النفس، الأدب والفن، تابعوني في الفيسبوك على صفحة الصحة النفسية وصفحة Basma’s psychology and art.

  

يعاني جزء من الأطفال من صعوبات في جيل الطفولة المبكرة تتطلب أحيانا تدخلات علاجية وتربوية. الصعوبات يمكن أن تظهر في كافة مجالات النمو (السلوكي\ العاطفي، اللغوي، الحركي والذهني) وتثير أحيانا القلق الشديد عند الأهل الذين يسمعون انطباع المعلمة ويفكرون في العواقب المستقبلية والاجتماعية على حياتهم وحياة أطفالهم. في هذا المقال سوف أوضح بعض المعلومات المتعلقة بالتوجه العلاجي في الطفولة المبكرة. 

قد يعاني الأطفال من التحديات التي تجعل من الصعب عليهم التقدم والتعلم مقارنة بمعظم الأطفال في سنهم،  قد يحتاج هؤلاء الأطفال إلى مساعدة متزايدة أو مختلفة عن تلك المعطاة للأطفال لآخرين في سنهم. حقيقة أن طفلًا معينًا يحتاج في مرحلة ما إلى علاج نمائي\عاطفي أو الى تعليم خاص لا تتنبأ بشكل قاطع وضعه في المستقبل، وهذا لا يعني أنه سيواجه دائمًا صعوبة. عندما يتم تحديد الصعوبات في مرحلة مبكرة جدًا ويتلقى الطفل الدعم المناسب الذي يحتاجه من الوالدين والمدارس والمعالجين ، فإن ذلك يساعده على تحقيق إمكاناته وتطوير ثقته بنفسه وبقدراته.

في ما يلي بعض المعلومات الهامة عن تطور الطفل:

 1. يرغب جميع الأطفال في التعلم أوتظهر رغبتهم في التعلم في مرحلة ما خلال سنوات تعليمهم.  تؤكد هذه النقطة على أهمية التدخل المبكر بدلاً من انتظار فشل الأطفال أو “عدم مواكبة” أبناء جيلهم.  عند العمل كفريق وتشكيل علاقة وثيقة بين الوالدين والطاقم العلاجي والتربوي ،سيتم إنشاء نهج أكثر تماسكًا وتزداد فرصة الطفل بالتطور وتحسين اداءه في البيت والمدرسة.

  2. الأبحاث الجديدة تُظهر أن الدماغ يمكن أن يتغير.  عند تلف أو اصابة جزء ما ، تتولى الأجزاء الأخرى في الدماغ القيادة وتعوض عنه .  في كتابه “الدماغ الذي غير نفسه” (“The brain that changed itself”)، يصف نورمان دويدج (Norman Doidge; 2007 ) كيف أن الدماغ لديه القدرة على التكيف والتغير ، ويشرح عن تعقيدات البحث المعاصر في مجال علم الأعصاب.

  3. على الرغم من الاعتقاد السائد أن التعلم يحتاج الجلوس على المقعد بهدوء، فان التعلم يسير جنبًا إلى جنب مع الحركة. أعيننا تتحرك وتعمل بالتنسيق مع العديد من الوظائف ، وآذاننا وأنفنا لها أجزاء داخلية تتحرك طوال الوقت ، وجسمنا بالكامل يجاهد ليضبط نفسه باستمرار أثناء استيعاب المعلومات.

 4. يعاني حوالي 20 بالمائة من سكان العالم من صعوبات التعلم وهم لا يحققون إمكاناتهم الكاملة. السبب لصعوبات التعلم يعتمد على العديد من العوامل المختلفة. من المهم قبول حقيقة أنه للأسف لا يمكن لجميع البشر تحقيق إمكاناتهم، حتى لو تلقوا الدعم والمساعدة. لا يمكن حل جميع المشاكل وفي بعض الأحيان ليست هناك أجوبة واضحة لأسباب الصعوبات.

 5. هناك نمط عام لكيفية تطور البشر كرضع وأطفال.  أولئك الذين لا يمرون بمراحل التطور بالترتيب المعروف للتسلسل التنموي، قد يعانون في المستقبل من صعوبات التعلم. التدخل المبكر يسهل الانتقال الصحيح من مرحلة الى أخرى.

 6. المهم بالنسبة للطفل هو أن يمر بمراحل التطور بالترتيب الصحيح ولفترة كافية وليس فقط أن يمر مرور الكرام في كل مرحلة لينتقل بسرعة الى أخرى. كل مرحلة تطورية تتميز بمهاراتها العاطفية والذهنية، ويحتاج الطفل أحيانا الى جهود من تكثيف التحفيزات للعمل معه على اكتساب المهارات الخاصة بالمرحلة ذاتها. مدة وسرعة ووتيرة العلاج تختلف من طفل الى أخر، ومن الضروري أن يكون العمل ممتعا ومحفزا للطفل.

 7. لكل طفل يعاني من صعوبات نمائية احتياجات وقدرات مختلفة.  إن دور المهنيين ، بالشراكة مع أولياء الأمور ، هو تحديد نقاط القوة والضعف في الطفل. على طاقم العمل أن يستمد الأفضل من مناطق القوة ويعطي إستجابة مناسبة لاحتياجاته في مناطق الضعف.

 8. البشر مخلوقات ذكية وواسعة الحيلة ، وإذا واجهوا صعوبة في شيء ما ، فعادة ما يجدون طريقة للتغلب على هذه الصعوبة ويقومون بهذا بالطريقة الأسهل بالنسبة لهم.  في بعض الأحيان يمكن أن يكون هذا التأقلم على حساب مهارة أخرى ، لأن الطفل سيكون مشغولا باستمرار بالتأقلم مع ما يصعب عليه. مساعدة الأطفال في مجال صعوباته يحرره من جهود التأقلم والتعويض وهذا بدوره يمنع نشوء ضعف في مجال آخر.

 9. يجب أن نعالج السبب وليس الأعراض. نحتاج إلى اجابة للسؤال عن سبب عدم وصول طفل معين إلى المستويات التي من المفترض أن يصل إليها.  عندما تُفحص مسألة التهجئة والقراءة والمشاكل الحسابية واللمشكلات السلوكية والعاطفية كل واحدة على حدة دون دراسة الترابط بينها ، لا يمكن تحقيق نتائج جيدة.

العلاج في الطفولة المبكرة هو علاج نمائي يركز على المرحلة والوضع الحالي للطفل وهو ضروري جدا لتسهيل تقدمه وتطوره في المراحل التالية. يخاف الكثيرون من أن العلاج في هذه المرحلة قد يساهم في “وصم” الطفل على أنه يعاني من مشاكل أو “غير طبيعي”، لكن الهدف الأساسي لهذه العلاجات هو العكس تماما، لأنه يساهم في مساعدة الطفل في التغلب على الصعوبات واستغلال نقاط قوته التي سوف تساعده في التأقلم والاندماج بالمجتمع.

بسمة سعد

اخصائية نفسية علاجية

About Basma Saad

Clinical psychologist and artist

مناقشة

لا توجد تعليقات حتى الآن.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

اضغط هنا لكي تتسجل للموقع وتحصل على المقالات الجديده مباشرةً لبريدك الالكتروني

انضم مع 91 مشترك

مرحباً

هنا في مدونتي الخاصة أكتب عن الصحة النفسية، ما يدعمها وما يعيقها. أحيانا أكتب من وجهة نظر مهنية، وفي أحيان أخرى أشارك في أفكار واراء شخصية. أعتبر مدونتي مساحتي الخاصة التي تمنحني كامل الحرية الفكرية. اسمي بسمة، وأنا أخصائية نفسية علاجية مع خبرة سنوات طويلة في التشخيص والعلاج النفسي. بالاضافة الى ذلك يشغل الفن والرسم حيزا كبيرا في عالمي النفسي والفكري، وأنا أرسم في الألوان المائية.
%d مدونون معجبون بهذه: