لمتابعة المقالات الجديدة في علم النفس، الأدب والفن، تابعوني في الفيسبوك على صفحة الصحة النفسية وصفحة Basma’s psychology and art.
العلاقات الانسانية معقدة ، غير ثابتة ودينامية جداً. العاطفة تركيبتها غالباً ليست مادة واحدة خام أو نقية، بل مزيج معقد وأحياناً متناقض من مركبات لا يبدو للوهلة الأولى أنها قد تجتمع معاً.
العاطفة تقبع تحت تأثير الخيال تماماً مثل الواقع. فإن كنت تشعر تجاه شخص ما بالغضب، قد يكون فعلاً قد قام بأمر يثير الغضب. لكن جزء كبير من غضبك كان نتيجة تفسيراتك وتوقعاتك ورغباتك، وإلى حد كبير نتيجة خيالك.
نحن نريد في حياتنا وعلاقاتنا أشخاصاً يشعروننا بالسكينة والسعادة. لكن السكينة والسعادة التي نشعر بها معهم قد تتغير وفقاً لمتغيرات ومعطيات كثيرة، جزء منها يتعلق بهم، وجزء آخر يتعلق بنا.

في كثير من الأحيان نجد أنفسنا نقف غاضبين أمام شخص ونطالبه بأن يتغير. في تلك اللحظات نضع امامه كل الجهود التي بذلناها، نشاركه بالإحباط الذي نشعر به، ونخبره بأن الأوان قد حان لكي يتغير. قد يجيب هذا الشخص بالرفض، أو بالقبول والوعود، لكن في الحالتين المستقبل يبقى مجهولا، وليس بالضرورة أن أجابته سوف تتحول لاحقاً لواقع.
هل يجب أن نكون واثقين أن واجب التغيير يقع على الشخص الذي أمامنا؟ وماذا إن كنا نحن من نرفض أن نتغير؟
ماذا إن كان الشخص الآخر يطالبنا بالتغيير أيضاً، وهو مثلنا تماماً لا يرى في نفسه شائبة؟ هذا ما يجعل فكرة التغيير معقدة، لأننا نقع في دوامة ولا نعلم إن كان علينا الاصرار على موقفنا وحقنا، أو مطالبة أنفسنا بالتغيير والتوقف عن التأمل أن الآخر هو من سوف يقوم بالجهد. قد نكون محقين وواجبنا الأخلاقي تجاه انفسنا يتطلب ألا نتنازل عن حقوقنا، لكن من جهة أُخرى قد يكون من نطالبه بالتغيير غير قابل او قادر على التغيير.
في هذه الدوامة قد نعيش لسنوات طويلة، لنكتشف أحيانا أن الأمر عبارة عن معضلة لا حل فعلي لها.
ربما ما يجعل الأمر أسهل قليلاً هو حبنا وشعورنا بالاهتمام والعرفان تجاه الشخص الآخر. فعلى ما يبدو مقولة أننا “حين نحب شخصاً نحبه بسيئاته”، ليست مقولة مبتذلة او سطحية.
بسمة سعد
أخصائية نفسية علاجية
جميل جدّاً
إعجابإعجاب
شكرا لك أستاذ
إعجابإعجاب
أجد صعوبة في التحكم
يبق التطبيق العملي أصعب بكثير
إعجابإعجاب
أوافقك… الفكرة النظرية تبدو دائما أسهل من التطبيق.
إعجابإعجاب