هل أُعيد مدونتي للحياة؟

مرّتْ ثماني سنواتٍ على إنشاءِ مدوَّنتي، وسنةٌ ونصفٌ منذُ كتابةِ مقالي الأخيرِ. أحياناً أتصفّحُ المدوَّنةَ، وأرى فيها امتداداً لتغيُّري ونضوجي خلالَ السّنواتِ الماضيةِ. بعضُ المقالاتِ أو الأفكارِ الموجودةِ فيها لا تمثّلُني بعدَ الآنِ، ولكنّها لا تزالُ موجودةً.

تساءَلْتُ كثيراً: إذا كانَ من الصّحيحِ أنْ أقومَ بمحو ما لا يمثّلُني بعدَ الآنَ، وحتّى الآنَ لم أستطِعْ اتِّخاذَ القرارِ. تساءَلْتُ أيضاً: ما الذي أريدُ أنْ أشاركَ به في مدوَّنتي؟ هل أريدُ مشاركةَ مقالاتِ إرشادٍ نفسيّ؟ خواطري وأفكاري الخاصة؟ فنّي ولوحاتي؟ تلخيصاتٍ عن كُتبٍ قرأتُها؟

يجبُ أنْ أعترفَ أنّ السّؤالَ الأكبرَ هو إذا كنْتُ أريدُ مشاركةَ محتوىً من عالمي الخاصِّ, وهل فعلاً أرغبُ بالتّخلِّي عن بعضٍ من خصوصيّةِ أفكاري؟

مدوَّنتي هي مساحتي الخاصّةُ، زاويتي في جريدةِ الصّباحِ التي تسمحُ لي أنْ أُشاركَ بأفكاري. أنا شخصٌ يحبُّ الكتابةَ، ولكنّني تعلّمْتُ خلالَ السّنين مدى حجمِ المسؤوليّةِ في وضعِ مُحتوىً يجبُ أنْ يرقى إلى مستوىً يجعلُني لا أخجلُ بعدَ عدَّةِ سنواتٍ من وجودِ توقيعي عليه.

شكراً لكلِّ مَن لا يزالُ يتابعُني على الرّغمِ من غيابي الطّويلِ. إحصائيّاتُ مدوَّنتي لم تنخفضْ على الرّغمِ من الغيابِ، ولا يزالُ مقالا “كيفَ تساعدُ شخصاً ينوي الانتحارَ؟” و “ما هو الاحتواء؟”؛ يتصدّرا لائحةَ المشاهداتِ. ربّما سوفَ أُعودُ إليكم قريباً وأُعيدُ إحياءَ مدوَّنتي، لكن هذه المرَّة َسوفَ أضعُ لنفسي شروطاً يجبُ أنْ أستوفيها.

إلى لقاءِ قريبِ… رُبَّما…

بسمة