- مجتمع ومعاناة – لوحتي من تاريخ 15.6.17
هناك فكرة خاطئة مفادها أن الصحة النفسية تعني انعدام المعاناة. لكن ما يبدو أحياناً أن العكس هو الصحيح، والمعاناة النفسية تصبح الدليل لوجود الوعي والحس الإنساني. في حياة طبيعتها مليئة بالفقدان والفشل والألم والتعب والضغوط الإجتماعية، لا يمكن اعتبار التوتر النفسي أو المعاناة النفسية أمراً غير طبيعي. لهذا السبب، الصحة النفسية لا تعني انعدام المعاناة، بل التعايش معها وقدرة احتمالها.
إليكم اقتباس رائع للمحلل النفسي إريك فروم، يرى فيه أن الإحساس بالمعاناة هو دليل على الصحة النفسية وليس العكس.
“الشخص الذي لم يصبح الى الآن منعزلا تماما، الذي بقي حساسا وقادرا على أن يشعر بشيء، الذي لم يخسر إحساسه بالكرامة، الذي لم يصبح “للبيع”، الذي لا يزال يعاني من رؤيته لمعاناة الآخرين -أي الشخص الذي بقي “شخصا” ولم يصبح “غرضا”- لا يمكنه أن يتفادى الشعور بالوحدة، والعجز ، والعزلة في مجتمع الوقت الحاضر. هو لا يمكنه الامتناع عن الشك في نفسه وفي قناعاته الخاصة، وحتى في سلامة عقله. هو لا يمكنه تجنب المعاناة، وذلك على الرغم من أنه قد يحظى بلحظات من الفرح والوضوح- تلك اللحظات الغائبة في حياة من يعدون “طبيعيين” ممن حوله. ليس نادرا أن يعاني هذا الشخص من عصاب ناجم عن وضعه كشخص عاقل يعيش في مجتمع مجنون، وذلك بدلا من معاناته من العصاب التقليدي الذي يعاني منه الشخص المريض الذي يحاول التكيف مع مجتمع مريض. عندما يمضي هذا الشخص قدما في نضوجه، الذي يتطور فيه لقدر أكبر من الاستقلالية والإنتاجية، أعراضه العصبية سوف تعالج من تلقاء نفسها.”
مناقشة
لا توجد تعليقات حتى الآن.