أنت تقرأ...
انا وولدي

إضطراب نقص الإنتباه وفرط النشاط – معلومات علمية هامة

“هذا الطفل لديه إضطراب فرط النشاط!”… هذا التصريح أسمعه كثيرا، وفهمت من خلاله كم يتعرض هذا الإضطراب لسوء الفهم، بل وأصبح مؤخراً يبدو كأنه التشخيص الأوحد الذي يمكن أن يفسر اي سوء تصرف أو صعوبة تعليمية عند الأطفال.

أشارككم بهذا المقال في أهم المعلومات العلمية والطبية الصحيحة عن الإضطراب، وكلي أمل أن يساهم الأمر في زيادة الوعي وتقليل سوء الفهم.

1. إضطراب نقص الإنتباه وفرط النشاط يتميز بثلاثة صعوبات أساسية: صعوبات في التركيز، نشاط زائد ومستمر، وصعوبات في ضبط النفس والتصرفات. الإضطراب يؤثر على أحد اهم المجالات في حياة كل طفل- مجال المدرسة- ويعتبر أهم الأسباب لصعوبات التأقلم ومشاكل التحصيل الدراسي. بالإضافة إلى ذلك يسبب الإضطراب مشاكل عاطفية وسلوكية صعبة، وبدون تشخيص وعلاج صحيحين قد يؤثر بشكل كبير على مسار حياة الإنسان في جميع مجالات حياته.

2. هناك 3 أنواع من الإضطراب: نوع يتميز فقط بنقص انتباه، نوع آخر يتميز بفرط النشاط، ونوع ثالث يتميز بنقص إنتباه وفرط نشاط معا.

3. الإضطراب ليس اكتشافا حديثا وهو ليس نتيجة التغييرات الحياتية في حياة البشر. ظهر الإضطراب في الأبحاث الطبية منذ 100 سنة وبدأ يستعمل كتشخيص منذ سنة 1968.

4. حسب الأبحاث الطبية الإضطراب موجود عند 3% حتى 6% من الأطفال. بالإضافة إلى ذلك، وجدت الأبحاث ان 10% من الأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية يعانون من إضطراب نقص الإنتباه وفرط النشاط (هذا يعني انه 90% من الأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية، سببها لن يكون هذا الإضطراب).

5. الإضطراب سببه خلل في فعالية الدماغ، لكن إلى اليوم لا توجد معلومات شاملة عن نوع الخلل. وجدت الأبحاث عدة انواع من الخلل الدماغي، مثل ضعف وظيفي في بعض أنظمة الناقلات العصبية، خاصة الدوبامين والنويرإبينفيرين، ونقص في حجم بعض أجزاء الدماغ مثل الجهة اليسرى من القشرة الجبهية الأمامية (Prefrontal cortex). بالإضافة إلى ذلك، الإضطراب وراثي، وعند 50% من الأطفال الذين يعانون من الإضطراب فرد عائلة يعاني من نفس الإضطراب (أب/أم/أخ…).

6. عند 40-50% من الأطفال للذين يعانون من الإضطراب في طفولتهم، العوارض تتضاءل أو تختفي مع التقدم بالعمر. الإعتقاد السائد أن هؤلاء الأطفال ينضج دماغهم بطريقة تعوض عن الخلل، وبهذا فهم يتعلمون كيفية التأقلم مع صعوباتهم. في المقابل، وعلى الرغم من عدم وجود أبحاث مع نتائج قاطعة، 50% من الأطفال الذين يعانون من هذا الإضطراب يستمرون بحمله لسنوات بلوغهم.

7. هذا الإضطراب واجه حملات إعلانية شرسة ضد تشخيصه وإستعمال الدواء كعلاج فيه (أشهرها الريتالين). على الرغم من حدة النقاشات والخلافات في الإعلام والمجتمع العام، غالباً لا توجد خلافات وصراعات حوله في المجتمع الطبي. يبدو أن المعلومات الشائعة عن خطورة الدواء ليس لها أساس طبي، ومصدرها ليس المجتمع الطبي.

8. لا يوجد فحص دقيق لتشخيص الإضطراب (مثل فحص دم او صور طبية). تشخيص الإضطراب ككل إضطراب نفسي آخر يستند على فحص معلومات وعوارض، مع مقاييس سلوكية (استمارات للأهل والمعلمين، وفحص إنجازات في إختبار محوسب للتركيز).

9. عند 30-40% من الأطفال الذين يعانون من الإضطراب يوجد أيضا عسر تعلم. من الضروري جدا أن يتم تشخيص عسر التعلم وبناء برنامج دراسي ملائم. بالإضافة إلى ذلك، الإضطراب غالبا ما يصاحبه تشخيص عاطفي ثانوي كإضطراب قلق، إكتئاب، مشاكل في ضبط الغضب، وسواس قهري، أو إضطراب تيك (Tic disorder).

10. الإضطراب ليس فقط “مشكلة مدرسة وتعليم”، تأثيرات الإضطراب واسعة وشديدة وهي تؤثر على حياة العائلة، القدرات الإجتماعية والثقة بالنفس. التشخيص يجب أن يكون صحيح والعلاج يحتاج ان يكون شاملا (تسهيلات، مساعدة وتعامل مناسب في الصف وفي البيت، علاج نفسي يقوم به مختص في علاج الإضطراب، وعلاج دوائي مع مراقبة للجرعة ومراجعة دائمة للطبيب). العلاج ليس صيغة موحدة ويجب أن يكون مبنيا حسب البروفيل الخاص للطفل.

المصدر:

Attention-Deficit/ Hyperactivity Disorder – A Clinical Guide to Diagnosis and Treatment for Health and Mental Health Professionals, Third Edition.

بسمة سعد

أخصائية نفسية علاجية

About Basma Saad

Clinical psychologist and artist

مناقشة

لا توجد تعليقات حتى الآن.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

اضغط هنا لكي تتسجل للموقع وتحصل على المقالات الجديده مباشرةً لبريدك الالكتروني

انضم مع 91 مشترك

مرحباً

هنا في مدونتي الخاصة أكتب عن الصحة النفسية، ما يدعمها وما يعيقها. أحيانا أكتب من وجهة نظر مهنية، وفي أحيان أخرى أشارك في أفكار واراء شخصية. أعتبر مدونتي مساحتي الخاصة التي تمنحني كامل الحرية الفكرية. اسمي بسمة، وأنا أخصائية نفسية علاجية مع خبرة سنوات طويلة في التشخيص والعلاج النفسي. بالاضافة الى ذلك يشغل الفن والرسم حيزا كبيرا في عالمي النفسي والفكري، وأنا أرسم في الألوان المائية.
%d مدونون معجبون بهذه: