بالنسبة لإتخاذ القرارات الهامة فيما يتعلق بحياتنا، تلك القرارات التي نقف فيها بمفترق طرق “إفعل أو لا تفعل”- ما هو الأمر الأصعب: أن ننظر للخلف ونرى أن حياتنا مليئة بالأخطاء، أم أن ننظر للخلف ونرى أن حياتنا خالية من الأخطاء؟
الخطأ هو فعل. لقد قمنا بفعل ما إتضح لنا فيما بعد أنه خاطئ. ربما كانت النتيجة سيئة وقضينا وقتا كبيرا في ترميم ذواتنا بعدها. لكن فهمنا للواقع نتيجة هذا الخطأ أصبح أوضح وأدق.
عدم الخطأ هو الإمتناع عن الفعل، وترك الحياة تجري على هواها لتحملنا أين تشاء. نحن لن نخطئ، لكننا لن نعلم إن كنا سوف ننجح، وفكرة إحتمال نجاحنا في الفعل الذي لم نفعله سوف تبقى تطاردنا. ربما سوف نكبت هذه الفكرة ونتجاهلها ونستمتع بالروتين الهادئ، حتى تأتي اللحظة التي نكتشف فيها أن ماضينا الخالي من الأخطاء هو ماض فارغ، كأنه خال من الحياة ذاتها.
الهروب من الخطأ هو الهروب من الحياة. هذه هي الفكرة الموجودة وراء التطور الذاتي، ونراها بسهولة لدى الأطفال. لو امتنع الطفل عن التجربة والخطأ هل كان سيتطور؟ ولو فضل الجلوس الدائم وعدم مجابهة إحتمال وقوعه، هل كان سيتعلم الوقوف والمشي؟
على سرير الشيخوخة لن ألوم نفسي على أخطائي في اتخاذ القرارات المتعلقة بحياتي. سأقول لنفسي “أخطأت، لكن هذا يجعلني متأكدة أنني عشت”.
بسمة
أخصائية نفسية
للمزيد من مقالات علم النفس إقرأوا باقي مواضيع المدونة وتابعوني في صفحة الفيسبوك.
مناقشة
لا توجد تعليقات حتى الآن.