سوف تمر الأيام يوما تلو الآخر كساعة رملية، وكل يوم ينقص لن يعود. الحياة مبنية على أننا نعيش الخسارة والفقدان في كل ثانية تمر. خسارة لوقت، خسارة لحلم، خسارة أمنية، خسارة للصحة، خسارة لشخص وخسارة للشباب.
لكننا لن نعي ذلك، وسوف نستمر بإقناع أنفسنا أننا نربح لا نخسر. سوف نجمع كل ما يمكن جمعه، ونقتني كل ما يمكن اقتناءه ونمتلك كل ما يمكن امتلاكه من ممتلكات وحتى أشخاص. كل هذا على أمل أن نوهم أنفسنا وتشويش انتباهنا عن فكرة واحدة: ما نخسره مع كل يوم يمر هو أثمن ما نملك ولا يمكن تعويضه ولو ملكنا العالم.
في شبابنا سيكون وعينا لهذه النقطة شبه معدوم، لكن في اللقاء الأول مع أي نوع من الخسارة أو الفقدان سوف نصدم بواقع لا حول لنا ولا قوة فيه.
سوف يموت من نحب…
سوف تظهر التجاعيد والترهلات…
سوف نواجه أمراض تقدم السن…
سوف نتخلى عن حلم كان أصعب من أن يتحقق…
هذه هي الحقيقة، وإنكارها لن يجلب السعادة بل سيجعلنا مجرد هاربين وواهمين…
كما أن تقبلها لن يجعلنا مكتئبين ومحبطين، بل متقبلين وناضجين.
عندها فقط سوف نعبر عن حبنا لمن نحب في كل فرصة ممكنة، عالمين أن الفرص ليست أبدية وما أهدرناه لن يعود.
عندها فقط سوف نستغل لحظات الصحة للتمتع بها، وليس لإهدارها على السعي وراء المال أو السلطة أو المستوى الاجتماعي.
عندها فقط سوف تتقبل مرور الوقت واحتضان تقدمنا في العمر، لا الانغماس في إنكاره والهروب منه ومحاولة منعه.
معضلة الحياة تكمن في أننا إن أردنا أن نعيشها بكل عمقها ومعانيها، علينا أن نتقبل ونتذكر حقيقة الخسارة والفقدان.
بسمة سعد
أخصائية نفسية علاجية
للمزيد من مقالات علم النفس إقرأوا باقي مواضيع المدونة وتابعوني في صفحة الفيسبوك.
مناقشة
لا توجد تعليقات حتى الآن.