كي تستطيع تربية طفلك بطريقة سليمة وتسهل عليه وعلى نفسك التعامل مع الصعوبات اليومية، عليك أن تتعلم أيضا.
جزء كبير من الوالدية هو أمر فطري، لا يحتاج الى كتب وتعليم. لكن جزء كبير منها أيضا يحتاج الى وعي وتعليم وثقافة.
هنالك كمية كبيرة ومتعددة من الكتب الرائعة التي توفر طرق مبدعة للتعامل مع الطفل. لكن للأسف معظم هذه الكتب لا تترجم للعربية ولا يحظى بها الشارع العربي.
سوف أشارككم بعدد من الكتب التي انصح بها، مع بعض من نصائحها.
الكتاب الأول:
هذا الكتاب ترجم للعربية بعنوان “كيف تتحدث فيصغي الصغار إليك وتصغي إليهم عندما يتحدثون” (أعتقد أن الترجمة هذه لإسم الكتاب هي إلى حد ما حرفية وأفضل ترجمته “كيف تكلم الأطفال كي يطيعوك، وكيف تصغي للأطفال كي يكلموك” (How to talk so kids will listen & Listen so kids will talk). هذا الكتاب قديم ومشهور جدا، للمؤلفتان المختصتان بالتربية والفن الين مازليش و اديل فابر.
الكتاب يقدم نصائح قيمة في أساليب الكلام والتعامل مع الأطفال، بأسلوب رسومات واضح وممتع.
مثلا، من نصائح الكتاب:
يتوجب التخلي عن الإنتقاد والتهديد في الكلام مع الأطفال، والتركيز حول إعطائهم المعلومات.
مثلا…
1. بدل أن تقولي لأطفالك “من شرب الحليب وترك القنينة خارج الثلاجة؟!”، قولي لهم “يا أولاد، الحليب يتلف إذا بقي خارج الثلاجة، أتمنى أن تنتبهوا لهذا الأمر في المرة القادمة”.
2. بدل أن تقولي “آه هذا مقرف! أنظري إلى بقايا الطعام على سريرك، أنت تعيشين كالحيوانات!”، قولي “بقايا الطعام مكانها سلة المهملات وليس السرير”.
3. بدل أن تقول “إذا رأيتك مرة أخرى ترسم على الحائط سوف أصفعك!” قل له “الحائط ليس للكتابة، نحن نستعمل الورق للكتابة”.
4. بدل أن تقولي “لن يخطر على بالك أن تقدمي لي يد المساعدة، أليس كذلك؟!”، قولي “سوف يساعدني جدا أن تكون الطاولة مرتبة قبل العشاء”.
الكتاب الثاني:
هو النسخة الموجهة لتربية المراهقين من نفس الكتاب السابق (How to talk so teens will listen & listen so teens will talk).
الكتاب ترجم أيضا للعربية بإسم “كيف تتحدث فيصغي المراهقون اليك وتصغي اليهم عندما يتحدثون”. الكتاب يستعمل نفس طريقة الرسومات كي يعطي للأهل نصائح سهلة عن كيفية التعامل مع المراهقين والكلام معهم في فترة المراهقة التي تتميز بالصراعات.
مثلا، من نصائح الكتاب:
الكتاب الثالث:
“الوالدية للطفل ذو الإنفعالات القوية: مهارات من العلاج السلوكي الجدلي لمساعدة طفلك على تنظيم ردود فعل انفعالية وسلوكيات عدوانية” (Parenting a Child Who Has Intense Emotions : Dialectical Behavior Therapy Skills to Help Your Child Regulate Emotional Outbursts and Aggressive Behaviors) هو كتاب للاخصائيتان الإجتماعيتان العلاجيتان بات هارفي وجينين بينزو.
تصف الكاتبتان الأطفال ذوي نوبات الغضب الإنفعالية، والدموع التي يبدو أنها بدون سبب واضح والمعارك على الواجبات المنزلية وغيرها من الإنفعالات السلوكية. تقول الكاتبتان أن الأطفال الذين يعانون من العواطف المكثفة هم عرضة لنوبات عاطفية وسلوكية متكررة مما يترك والديهم حائرين وعاجزين. قد تكون هذه مجرد مرحلة وأن الطفل يحتاج لإكتساب الانضباط. لكن في الواقع، قد يكون الطفل يعاني من مشكلة في التنظيم العاطفي (Emotion Dysregulation) التي هي عبارة عن الميل إلى الرد بشكل مكثف لحالات وأوضاع الأطفال الآخرين يتجاوبون معها بسهولة أكبر. هذا الكتاب هو دليل فعال لمنع تصاعد-العواطف لدى الطفل ومساعدته على التعبير عن مشاعره بطرق مثمرة. الكتاب يزود استراتيجيات مستمدة من العلاج الجدلي السلوكي (DBT)، بما في ذلك الوعي والفهم لمشاعر الطفل ومساعدته على فهم ذاته، وممارسة هذه الاستراتيجيات عندما يكون الطفل خارج نطاق السيطرة. هذه الاسترتيجيات مرت في العديد من الدراسات والابحاث العلمية وأثبتت نجاعتها.

الوالدية للطفل ذو الإنفعالات القوية: مهارات من العلاج السلوكي الجدلي لمساعدة طفلك على تنظيم ردود فعل انفعالية وسلوكيات عدوانية
مثلا، من الكتاب:
نصائح للأهل للتأقلم أثناء نوبات الطفل الإنفعالية:
1. تحدث إلى طفلك بلهجة لطيفة تساهم في تهدئته، وبصوت منخفض. فم بإبطاء جسدك وحركاتك، وتحدث ببطئ. خذ أنفاسا عميقة، التي سوف تساهم بتهدئة مشاعرك أمام طفلك.
2. إبقى في الواقع وفي الحاضر ولا تفكر بماذا سوف تحصل أو بأفكار مثيرة للقلق. فكر بحكمة وتعقل من خلال مراقبة طفلك وتفاصيل المشكلة الحالية.
3. لا تستعجل في إنهاء الأمر وخذ لنفسك بعض الوقت في التفكير بأفضل استجابة لطفلك.
4. إحذر من أفكار مثل “ها قد بدأنا من جديد” أو “يا الهي ليس مجددا!” أو “لن أنجح بمواجهة هذا الأمر بشكل جيد”. أفكار كهذه تقوم بتصعيد مشاعرك السلبية. تذكر أن طفلك في ضائقة وهو لا يستمتع بتعذيبك، وهو يحاول جدا أن يخرج من هذه الضائقة ويحتاج مساعدتك.
5. بالإضافة إلى تهدئة طفلك، قم بتهدئة نفسك وقل لنفسك أمور مطمئنة مثل “أنا أقوم بكل ما أستطيع القيام به، وسوف أنجح بتهدئة طفلي ومساعدته” أو مثل “سوف أساعد طفلي بأن يهدأ إذا بقيت هادئا أمامه”.
الكتاب الرابع:
“والدية الطفل مفرط الحركة” (Parenting the overactive child) هو كتاب لبروفيسور علم النفس وأخصائي علم النفس العلاجي للأطفال بول لافين. في كتابه، يطرح الكاتب طرق علاجية بديلة عن العلاج الدوائي بالريتالين، ويناقش أهمية تشخيص الأهل لأسباب فرط الحركة لدى طفلهم ومعالجتها سلوكيا وغذائيا. بول لافين ينصح الأهل ببذل الجهد أمام أطفالهم مفرطي الحركة وعدم اللجوء لحلول سريعة عن طريق الدواء الذي قد يكون له مساوئ وعوارض جانبية.
مثلا، من الكتاب:
بالإضافة إلى تقنيات من العلاج السلوكي المعرفي، ينصح الكاتب بتغيير غذائي يتم فيه إخراج أغذية أثبت على أنها تزيد من الحركة المفرطة. هذه الأغذية هي:
1. أغذية تحتوي على أصباغ طعام ومواد طعم ورائحة. يجب النظر الى قائمة المكونات والتأكد أن هذه المواد غير موجودة بالمنتج بتاتا.
2. أغذية تحتوي على ثلاثة أنواع من المواد حافظة: BHA و BHT و TBHQ.
3. منع مؤقت لفواكه وأغذية تحتوي على الساليسيلات (Salicylates-حمض الساليسيليك) مثل اللوز، التفاح (أيضا عصير التفاح وخل التفاح) الدراق، الموز، الكرز، القرنفل، القهوة، الخيار (ومخلل الخيار)، العنب (والزبيب)، الفلفل الأخضر، الفلفل الحار، النكتارين، البرتقال، الخوخ، الأناناس، الشاي والبندورة.
بعد إزالة هذه المواد من غذاء الطفل، سوف يكون تحسن خلال أسبوع واحد إلى ستة أسابيع. بعد بدء التحسن يجب الإستمرار في البرنامج الغذائي لمدة 4 حتى 6 أسابيع، بعدها يتم إعادة تدريجية لكل نوع فواكه، مع تسجيل وتقييم لتأثيره على الطفل. هذا الأمر من شأنه المساعدة على اكتشاف أي هذه الفواكه والأغذية لا تأثير سلبي لها على الطفل ويمكن إعادتها.
للمزيد من مقالات علم النفس تابعوني في صفحة الفيسبوك.
تحياتي
بسمة
أخصائية نفسية
مناقشة
لا توجد تعليقات حتى الآن.