جلست أمامي…
جسدها النحيل وعيناها الحزينتان كانوا هناك…
وذاتها ضائعة في مكان آخر…
قالت…
ألم يسحق قلبي…
من رجل أحب حبي له، لكن لم يحب أن يحبني…
فهل ذنبه أنه لم يكن لصوتي سوى صدى؟
أم ذنبي انني انجذب لسماع صدى صوتي؟
قلت…
يبدو لي أن ما ألم بقلبك من ألم…
سببه فراغ فسيح يبحث عن صدى ليملأه…
لكن ذاك الصدى المرتد يختفي…
ولا يبقى أمامك سوى الفراغ!
فهل ذنبه أنه افتقد الشجاعة ليخوض مغامرة استكشاف فراغك المعزول؟
أم ذنبك انك ألقيت بمسؤولية ملأ فراغك عليه؟
قالت…
ألا نستطيع على الأقل أن نتوقع من الحب أن يكون رحلة شفاء؟
أليس طبيعيا أن أتوقع اندماجا معه يعوضني عن أجزائي الناقصة؟
أم أن نفس مكسورة تحتاج أن تصلح ذاتها قبل أن تحب؟
قلت…
الحب هو الانكسار والشفاء معا…
لن تشفي إن لم تنكسري…
ولن تنضجي إن لم تكتئبي…
لو أنك لم تفقدي ذلك الصدى…
هل كنت ستكتشفين ما بداخلك من فراغ؟
الحب هو أعظم فرصة لإستكشاف الذات…
لكن لن تكتشفي ذاتك إن لم يعصف بك ذاك الألم…
الألم الذي يعصر قلبك…
من رجل رأيتي أنه أحب حبك له… وشعرتي أنه لم يحب أن يحبك!
والآن يا أنستي… تذكري معي…
ذلك الصدى الذي أبهرك وملأ فراغك…
ما الذي قاله لك؟!
بسمة
مناقشة
لا توجد تعليقات حتى الآن.