معايدتي للأم سوف تكون مختلفة…
لأنني لن أذكر ما فعلته، بل سوف أذكر ما لم تفعله!
لا أحد يستطيع إنكار أو نفي فضلها وتعبها وجهدها، فهي بالفعل أعظم شخصية في حياة أولادها…
لكن تعاني الأم من تعظيم دورها، وبالتالي من تعظيم مسؤوليتها أمر تكون نتيجته تعظيم ذنبها…
نحن نعيش في مجتمع يعتبر “كل ما ليس علی ما يرام” في الشخص ذنب أمه، وأليها تشار أول أصابع الاتهام !
لكن هل الأمر فعلا صحيح؟
علم النفس في بداياته اعتبر الأمر صحيحا بالفعل، لدرجة أنه اتهم الأم بإصابة ابنها بمرض التوحد !
مع تقدم الأبحاث تم الاقرار بحجم الظلم الذي طال الأم، و أصاغ علم النفس مجددا تعريفه ل”شخصية الأم”.
شخصية الأم الموجودة في داخل الطفل وكيفية صياغتها في نفسية الطفل لا يقررها فقط ما تفعله أو لا تفعلة امه، وما تشعر به أو لا تشعر به أمه…هذه الشخصية مكونة أيضا من كل الأحداث والشخصيات التي تعرض لها الطفل في نعومة أظافره، وذلك بسبب عدم قدرة الطفل آنذاك علی الفصل والتفرقة بين “ما هو أم” و “ما هو ليس أم”…
صحيح أن شخصية الأم داخل الطفل تقرر معظمها الأم ذاتها، لكن جزء كبير من تلك الشخصية لا علاقة للأم بها…
أتمنی لك في عيدك أيتها الأم الغالية، أن يكف المجتمع عن تأليهك من جهة وتذنيبك من جهة أخری، وأن يحبك حبا واقعيا وحقيقيا ومتسامحا وعادلا…
كل عام و أنت بخير ♡
بسمة
متخصصة في علم النفس العلاجي
مناقشة
لا توجد تعليقات حتى الآن.