كثيراً ما تُوصفُ علاقةُ المرأة بباقي النّساء على أنها علاقة مليئة بالغيرة وقلّة الدعم والتنافس.
قد تكون هذه النزعة تطوريةً وموجودةً في لا-وعي الأنثى التي اكتشفت ضعف سيطرة الرجل على غريزته ، فحاولت إبعاد باقي النساء عنه لتحافظ على رجلها الذي يؤمّن لها و لأطفالها الحماية.
إذا كانت هذه الفكرة صحيحة ، فإننا سوف نجد في المجتمعات التي لا تثق بقدرة المرأة على العناية بنفسها، نسبة أكبر لعلاقات غيرة وصراع وتنافس بين النساء.
هذه النزعة عندنا كنساء وإن كانت موجودة في نواة أدمغتنا البدائية وغير المتطورة -ربما لا زالت أحياناً تجد طريق السيطرة علينا وتجعلنا ننظر ونتكلم بطريقة مسيئة عن امرأة أخرى. قد يؤثر علينا أيضاً في هذا السياق المجتمع الذي حاول أن يهدأ و يقمع غريزته عن طريق قمع المرأة ، فزرع فينا “الفكر القمعي” الذي جعلنا في لحظات معينة نعمل كشُرطيّات و حاكمات ومسؤولات عن ضبط بعضنا البعض كنساء.
في هذه المرحلة التي تتحرّر فيها النساء من الترسّبات الفكرية التابعة لفترات سابقة، نحتاج أيضا الوعي لضرورة بناء علاقات نسائية صحية. نحتاج أن نرفع بعضنا البعض كنساء وأن نستبدل التنافس والغيرة بالدّعم والفخر والإطراء. علينا أن نتعلّم اكتشاف وضبط تلك النزعة البدائية بداخلنا وفي أيّ لحظة ننظر فيها بعين الانتقاد لامرأة أخرى أن نتوقّف فوراً ونفكّر بالدافع العميق الذي يجعلنا نقوم بذلك.
أعتقد أنّ عدداً قليلاً نسبياً من النساء اكتشف روعة علاقة الصداقة الصحية بين امرأة وأخرى. في ظلّ السعي خلف العلاقات العاطفية الصاخبة تنسى الشابات تطوير علاقة الصداقة الصحية والثابتة التي سوف تكون ميناءها في جميع مراحل وصراعات الحياة.
بسمة
أخصائية نفسية
مناقشة
لا توجد تعليقات حتى الآن.