مع ازدياد نسبة الطلاق في كافة المجتمعات ازدادت الابحاث النفسية عن تأثيراته علی صحة الاطفال النفسية.
وجدت الابحاث انه علی سلم الضغوطات النفسية، يحتل الطلاق المرتبة الثانية بعد موت أحد الزوجين، وهكذا فهو يعتبر من أكبر مسببات الضغوطات النفسية، خاصة للاطفال.
أحيانا قد يكون الطلاق لا بد منه، خصوصا في العلاقات العنيفة جسديا ونفسيا، التي يتعرض بها الاطفال يوميا للأذی. في هذه الحالات قد يكون الطلاق بالفعل أفضل لصحة الاطفال النفسية من استمرار والديه بعلاقة مؤذية وعنيفة.
لكن هل طلاق الوالدين فعلا أفضل للاطفال من استمرارهم بعلاقة غير مثالية؟
تأثير الطلاق النفسي علی الاطفال صعب جدا. الطلاق يهز كيانهم ويقلب عالمهم، ليغيره كليا. بعد الطلاق لن يحظی الطفل بالاستقرار اليومي الذي اعتاد عليه، وهذا وحده كفيل بتوليد تأثير نفسي سلبي عليه. من جهة اخری طلاق الوالدين يعد صدمة للثقة، وسوف يؤثر علی شعور الطفل بالامان في عالم كسرت فيه وحدة الحماية الاساسية – عائلته.
الابحاث الاخيرة عن الطلاق وجدت أن استمرار الاهل في علاقة ولو كانت غير مثالية، أفضل لصحة الطفل النفسية من الطلاق.
يبدو أن عصر السرعة قد أثر علی علاقات الزواج أيضا، وأصبح الطلاق الحل السريع والأمثل بدل البقاء ومجابهة الصعاب وتطوير العلاقة. ربما تارة اخری الامر مشابه لحالة فيها “الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون”، لكن الامر ليس مضطرا أن يكون كذلك، لأن صحة الاطفال النفسية هي مسؤولية الأهل، وهي بالفعل تستحق العناء.
بسمة
متخصصة في علم النفس العلاجي
مناقشة
لا توجد تعليقات حتى الآن.