أعرض لكم هنا اقتباس ترجمته من رواية “سمعت حوريات البحر تغني” (I Have Heard the Mermaids Singing) للمحلل النفسي المعاصر كريستوفار بولاس (Christopher Bollas) .
يعرض الاقتباس التحليل النفسي الذي شارك به معالج نفسي سيدة توجهت اليه بسبب معاناتها من الإكتئاب.
“أشار المحلل النفسي الى انه يبدو أنها (بعد ان قال لها امرا جعلها ترمقه بنظرات “قاتلة”) تغيرت فجأة عن ما وصفته له سابقا بأنها كانت فقط في مزاج حزين وتشعر بالأسف. أقرّ المحلل النفسي أنها بالفعل لديها سببا لتشعر بالحزن، لكنه قال ايضا انه يعتقد أنها شعرت بالذعر لأنها كانت غاضبة جدا، فكبتت غضبها وأعادته “الى الداخل”. غضبها كان موجها في البداية الی رئيسها في العمل، لكنها تعاطفت معه (وضعت نفسها مكانه) وأصبحت الآن غاضبة من نفسها بدل ان تكون غاضبة منه. ساعدها هذا لبعض الوقت، لانه يمكن للشخص ان يستمد متعة مازوخية من تسببه بالضرر لنفسه. بالاضافة الی ذلك، ان تكون هي من تسبب الاذی لذاتها يعطيها شعور السيطرة؛ لانها حينها لن تكون في مكان المتلقي العاجز الذي أساء اليه رئيسه في العمل. في الواقع، في تلك اللحظة، أصبح الاكتئاب نوعا من “نقطة الوسط” بين الغبطة (‘رئيسي القذر، سوف أمسك بك وانتقم منك الآن!’) واليأس (`أنا انتهيت للأبد، لا أمل مني’). عندها، حين يدخل الشخص في نوع من “عقاب الذات” فيه يقوم بتحالف نفسي مع الشخص الذي يؤذيه، يصبح الاكتئاب -الذي يبدو لاول وهلة انه لا قيمة له- طريقة لتعيد له التوازن النفسي”.
مناقشة
لا توجد تعليقات حتى الآن.