الطائفة (Cult) هي مجموعة من الناس الذين يتنظمون حول شخص صاحب سلطة قوية. الطوائف، مثل العديد من المجموعات الأخرى، تحاول توسيع نفوذها لأغراض السلطة أو المال. ومع ذلك، من أجل تحقيق هذه الغايات، الطوائف المدمرة توظف مزيجا من التقنيات قوية النفوذ وشديدة الخداع لتحقيق السيطرة النفسية على أفرادها وعلى مجنديها الجدد. هذا المستوى المتطرف من التحكم معروف اكثر بإسم “غسيل الدماغ” أو “السيطرة على العقل”. التجنيد الناجح الذي تقوم به الطوائف المدمرة يبدل شخصية الشخص السابقة ويستبدلها بأخرى جديدة. هذه الهوية الجديدة قد لا تكون واحدة اختارها هذا الشخص بحرية وبمحض ارادته.
في واقع صعب، الناس غالبا ما تتفاعل مع الطوائف بطريقة مماثلة وبشكل موحد، دون تأثير للميزات الفردية للشخصية. وقد تجلى هذا بشكل بديهي مرات عديدة في المختبر (شريف، آش، ميلغرام …) وبشكل مخيف أكثر، في احداث من واقع الحياة (النازية، البلشفية، جيم جونز).
وفقا للأخصائية النفسية وخبيرة الطوائف مارغريت ثالر سنجر، الطوائف تزدهر خلال فترات الاضطرابات الاجتماعية والسياسية و”خلال أعطال في بنية وقواعد المجتمع السائدة.” كانت الطوائف منتشرة بعد سقوط روما، وخلال الثورة الفرنسية، وفي انكلترا خلال الثورة الصناعية. نشأت الطوائف في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية، وفي أوروبا الشرقية بعد انهيار النظام الشيوعي. في أمريكا، ازدهرت الطوائف خلال حكم الثقافة المضادة في سنوات ال 60 (الاضطرابات المدنية، ثقافة المخدرات، الثورة الجنسية، ضعف الأسرة) التي تركت الناس تبحث عن أجوبة وطمئنة -كتلك التي قدمتها الطوائف بحماس.
هل يمكننا القول ان الجماعات المتطرفة التي نراها الآن، والتي تستعمل عنفا بالغ الخطورة هي طائفة؟
للمزيد عن موضوع علم نفس الشر والعنف، هذه محاضرة رائعة ل Philip Zimbardo الباحث في تجربة سجن ستانفورد الشهيرة:
http://www.ted.com/talks/philip_zimbardo_on_the_psychology_of_evil
مناقشة
لا توجد تعليقات حتى الآن.