“القراءة الباردة” (Cold reading) هي سلسلة من التقنيات التي يستخدمها العرافين والسحرة لتحديد التفاصيل عن حياة شخص آخر (ماضيه ومستقبله)، وغالبا من أجل إقناعهم بأن القارئ يعرف عن حياتهم أكثر منهم. بدون معرفة مسبقة عن الشخص، القارئ البارد المتمرس لا زال يستطيع الحصول بسرعة على قدر كبير من المعلومات حول الشخص من خلال تحليل لغة الجسد والعمر والملابس والتسريحة والميول الجنسي والدين. هو يعتمد كذلك على مستوى التعليم، وطريقة الكلام، ومكان المنشأ والى ما ذلك من صفات شخصية. عادة القارئ البارد يوظف التخمينات ذات الاحتمال الكبير عن الشخص، ويلتقط بسرعة إشارات من ذلك الشخص على ما إذا كانت تخميناته في الاتجاه الصحيح. من ثم يؤكد ويعزز القارئ التخمينات التي التقط اشارات على صحتها، ويبتعد بسرعة وبطريقة غير ملحوظة عن التخمينات التي لم يصيب فيها.
لأن ذاكرة الإنسان هي انتقائية، الشخص يتذكر تصريحات القارئ الصائبة وينسى الخاطئة، وهكذا يستطيع القارئ البارد المتمرس اعطاء سلسلة متناقضة من التصريحات ورغم ذلك يبدو دقيقا للشخص الذي امامه.
لذلك عندما يومئ الزبون برأسه موافقة على ما قاله العراف، سيستمر العراف في نفس اتجاه التخمينات، جاعلا تصريحاته تبدو ادق اكثر مع كل تنبؤ.
أحد أهم العناصر الحاسمة لقراءة باردة مقنعة هو زبون حريص على وصل المعلومات التي يعطيها القارئ البارد مع احداث حياته، أو تفسير تصريحات القارئ الغامضة بأي شكل من الأشكال الذي من شأنه مساعدة القارئ على اعطاء تصريحات محددة اكثر. في حين أن القارئ البارد لن يقوم بأكثر من الكلام، من يعطي هذا الكلام معنى وتفسير هو الزبون.
هذه التقنية يمكن أن تترك انطباعا قويا أن القارئ يستطيع التوصل الى قدر كبير من المعلومات حول الزبون. وذلك لان معظم الوقت ينقضي في تشديد وتدعيم التخمينات الصائبة، بينمى يتم التغاضي عن التخمينات الخاطئة. يخرج الزبون مع انطباع ان القارئ البارد ليس شخصا عاديا ويعرف اكثر من ما يمكن لشخص غريب معرفته.
موضوع اخر من الجدير ذكره هو قابلية العرافين (خصوصا اولئك الذين يستعملون الدين أو نصوص وألحان دينية) لفرض الأيحاءات والتلقين (Suggestions) على الزبون، وادخاله ما يشبه “ترانس” كالذي يحصل في التنويم المغناطيسي ( Hypnotic Trance). هذه اﻵلية خطرة ومعرضة لإساءة الاستعمال. هناك تشديد قانوني على ان من يستطيع استعمال ادوات الأيحاءات والتنويم هم مختصين بالتنويم المغناطيسي فقط وذلك بعد فترة تخصص وامتحان لنيل الشهادة. قد يستعمل العراف أداة الأيحاء والتلقين كي يوجه افكار ومشاهر وسلوك زبونه نحو مسار معين (حسب نظرته دون التأكد من رغبة ومصلحة الزبون)، وبهذا العراف لا “يقرأ” المستقبل فقط بل ويؤثر عليه.
حين يثبت العراف المتمرس نفسه أمام زبونه قد يشجع علاقة سيطرة وتعلق، قد تؤدي لشعور الزبون بالحاجة للتواصل مع العراف بشكل دائم ومستمر.
الحذر والوعي الاجتماعي ضروريين جدا في هذا الموضوع.
و هذا ناجم عن جهل في أول الأمر و يرافقه سوء الوضع المعيشي أو الاجتماعي أو النفسي الذي يجعله يلجأ إلى مثل هكذا أساليب و ارتياد جلسات العرافين فهؤلاء الناس ضحايا لظروف مفروضة عليهم و في بعض الأحيان هم يساهمون في وضع بعضها .
إعجابإعجاب
اوافقك جدا 🙂
إعجابإعجاب
موضوع مهم جداً لكثرة الدجالين!
إعجابإعجاب