هل من الممكن محو الذكريات المؤلمة؟ أم أن الذكريات تبقى لكن الألم يزول؟ هل تصبح يوماً هذه الذكريات بلا معنى، كأن تصبح فارغةً تماماً من محتواها العاطفي؟ ما الذي يؤلمنا حقاً في هذه الذكريات؟ هل هو الأذى الذي قد سببوه لنا؟ أم الأذى الذي الحقناه بغيرنا؟ أم سماحنا لأنفسنا بأن نكون بوضع ضعيف قد تعرضنا به للأذى؟
كيف نستمر الأن؟
ما العمل؟
كيف نصل إلى المسامحة؟ كيف نسامح ذاك الشخص؟ كيف نسامح أنفسنا؟
قد نساعد أنفسنا حين نفكر بعمق التجربة التي مررنا بها، وتأثيرها سلباً وإيجاباً علينا. صحيح أن الألم الناتج عن مثل تلك التجارب قد يفقدنا نظرتنا الساذجة والمتفائلة للحياة، تلك النظرة التي سنشتاق إليها ونفتقدها، ولكنه اكسبنا نظرةً واقعية وساهم في اقترابنا نحو البلوغ.
كل شخص مر في حياتنا قد ترك أثراً فينا، تماماً كما تركنا أثراً فيه. أحياناً قد نتمنى أن يزول هذا الأثر كلياً، كي نعود إلى ما كنا عليه. لكن أحياناً أخرى رغم قسوته وألمه نحن لا نريد زواله، لأن الشخص الذي نحن عليه اليوم أفضل وأقوى بكثير من من كنا بالأمس.
لن تكون الطريق سهلة نحو مسامحة الذات والأخر، لأن كلاهما مرتبط تماماً بالأخر. ما نحتاجه بعض الوقت الذي نمكث فيه مع ألمنا دون محاولات الهروب منه أو البحث عن طرق مختصرة لنتجنبه. لا بد من ذاك الألم، ألم الحداد على ما كان ولن يكن بعد الأن.
مناقشة
لا توجد تعليقات حتى الآن.