“شرطة الأطفال هو برنامج صغير تستطيع من خلاله الضحك على الأطفال من خلال التكلم مع رجل يمثل بأنه شرطي للأطفال”.
هذا وصف لتطبيق يستطيع الأهل إستعماله لإخافة أطفالهم ومنعهم عن تصرفات غير مرغوب بها.
أود أن أناقش خطورة هذا البرنامج على نفسية الطفل، وأن انصح بعدم إستعماله بتاتاً. أعتقد بأن من قام بنشر البرنامج ليست لديه أية معرفة عن سيكولوجية الطفل، وبهذا فقد أظهر مدًى كبير من عدم المسؤولية.
إخافة الطفل وإثارة الرعب بداخله ليست طريقة صائبة لتهدئته أو لتعليمه إحترام الحدود. لنفكر برهةً بما قد يدور في نفسية الطفل عند إستعمال البرنامج:
– مسألة نظرته إلى ذاته وشعوره بعدم الأمان: أنا طفل سيئ و”خارج عن القانون” وملاحق. الطفل قد يطور نظرة بها يظن أنه يواجه الشك والاضطهاد من العالم الخارجي.
– بلبلة بين “كبير وصغير” وبين “صحيح وخطأ”: في الواقع الشرطة لا تعتقل الأطفال ولا تعاقبهم. في الواقع الشرطة تتعامل مع الكبار لا مع الصغار . الكبار تتوجب عليهم حماية الصغار وتحمل مسؤوليتهم، وبرنامج شرطة الأطفال يقوم ببلبلة كل هذه المفاهيم.
– تأثير على علاقة الطفل بوالديه: هل سيشعر الطفل بعد إستعمال هذا البرنامج أن والديه قد يتخلون عنه؟ قد يسمحون بإيذائه ولن يحموه؟
– على المدى القريب (لفترة الدقائق القليلة القادمة) قد يهدأ الطفل نتيجة خوفه، لكن على المدى البعيد قد يحصل العكس تماماً. فقد اثبتت الأبحاث أن الأطفال الذين يعانون من الخوف والقلق يلجأون إلى الحركة المفرطة للهروب من أفكارهم.
تربية الأطفال ليست بالأمر السهل، ومن الطبيعي جداً أن يواجه الأهل صعوبات كثيرة، لكن هنالك طرق سليمة تساعد بتأسيس شخصية هادئة وواثقة لدى الأطفال. اليكم ثلاثة مقالات عن الموضوع:
عن “إعادة السُلطة للأهل ووضع الحدود للأبناء”: http://wp.me/p1vRV3-8
عن “كيف نتكلم مع اطفالنا كي يصغوا الينا؟” : http://wp.me/p1vRV3-5Z
عن “التناقضات والصراعات في علاقة الأهل مع ابناءهم”: http://wp.me/p1vRV3-1R
اتمنى ايلاء موضوع “شرطة الأطفال” الأهمية الكافية، بما فيه من خطورة على النمو النفسي السليم للأطفال.
مناقشة
لا توجد تعليقات حتى الآن.