مايرون بوليتر -بطل سلسلة روايات هارلن كوبن التشويقية- هو لاعب كرة سلة متقاعد لديه رؤية إجتماعية مميزة يؤمن بها بضرورة تحقيق العدالة الإجتماعية وبالمسؤولية الفردية لتحقيق تلك العدالة. مايرون يؤمن بقدرته على مساعدة الضعفاء على تحقيق العدالة التي تعجز السلطات عن تحقيقها.
في رواية “عديني” يطلب مايرون من إبنة صديقة طفولته المراهقة بأن تعده بالإتصال إليه إذا ما واجهتها مشكلة. في إحدى الليالي تتصل هذه الفتاه لتطلب من مايرون أن يوصلها إلى مكانٍ لا يعرفه بدون أن تجيب عن اسئلته وبدون أن ترضى بإعطائه التفسيرات. في اليوم التالي يعلم مايرون أن الفتاة اختفت ويحمل نفسه مسؤلية اختفاءها وبالتالي يبدأ بمهمة البحث عنها!
في تطور مشوق للأحداث يكتشف مايرون سلسلة من الأسرار القاتمة التي أدت إلى إختفاء الفتاة، ولكن التشويق يستمر حتى الصفحات الأخيرة التي يتم بها فهم أحجية الإختفاء المعقدة.
بين صفحات الرواية يقوم هارلان من خلال شخصية مايرون المركبة بعرض قضايا إجتماعية وأخلاقية معقدة وشيقة، تعطي الرواية أيضاً طابعاً فلسفياً. إحدى القضايا المهمة مثلاً هي إلى أي مدى يستعد الأهل أن يمضوا من أجل حماية ابناءهم المذنبين؟ قضية أخرى هي الإدانة الإجتماعية وهل تصح مساعدة فقط من هو بريء حسب رؤيتنا الشخصية؟
أوصي جداً بالرواية لمحبي قصص التشويق الذين لا يرغبون بالتخلي عن الطابع الإجتماعي والإنساني في قراءاتهم.
مناقشة
لا توجد تعليقات حتى الآن.